بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمَين وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سيِّدنا وَمَولانَا أَبِي القَاسِمِ مُحمَّد وَآلِ بَيْتِهِ الطيبين الطاهِرِين الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُم الرجس وطهَّرهُ م تَطهيرًا.
أما بعد فَيَدُوْرُ الْخِلَافُ فِيْ مَسْأَلَةِ الْأَمَامِ الْمَهْدِيِّ (عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ فَرَجَهُ) بَيْنَنَا وَبَيْن أَتْبَاعِ مَدْرَسَةِ الصَّحَابَةِ حَوْلَ نُقْطَتَينِ ،
الْنُّقْطَةُ الْأُوْلَىْ:حَوْلَ وِلَادَتِهِ وَحَيَاتِهِ،
وَالْنُّقْطَةُ الْثَّانِيَةُ حَوْلَ اسْمِ أَبِيْهِ؛
فَإِنَّ أَغْلَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُوْنَ بِأَنَّ الْمَهْدِيَّ سَوْفَ يُوْلَدُ ،
وَقَدْ عَقَدَ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ فِيْ سُنَنِهِمْ بَابًا بِإسْمِ (الْمَهْدِيّ)؛مِنْهُمْ :عَبْدُ الْرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيُّ فِيْ كِتَابِهِ الْمُصَنَّفُ،
وَسُلَيْمَانُ بْنِ الْأَشْعَثِ السّجِسْتَانِيُّ الْمُكَنَّى بِأَبِيْ دَاوُدَ فِيْ سُنَنِهِ،
وَالْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيْدَ الْقَزْوِينِيُّ الْمُكَنَّى بِأَبِيْ مَاجَةَ فِيْ سُنَنِهِ،
وَجَمَعَ الْسّيُوْطِيُّ مُعْظَمَ الْأَحَادِيْثِ الْوَارِدَةِ فِيْ الْمَهْدِيّ مِنْ كُتُبِ الْصِّحَاحِ وَالْسُّنَنِ( 1 ).
كَمَا أَلَّفَ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ كُتُبًا مُفَصَّلَةً عَنْ الْمَهْدِيّ الْمُنْتَظَرِ (عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ ظُهُوْرَهُ)
مِنْهَا: عُقَدُ الدُّرَرِ فِيْ أَخْبَارِ الْمُنْتَظَرِ لِيُوْسُفَ بْن يَحْيَىَ بْن عَلِيِّ الْمَقْدِسِيِّ الْشَّافِعِيِّ السُّلَمِيِّ،
وَ الْعَرْفُ الْوَرْدِيُّ فِيْ أَخْبَارِ الْمَهْدِيِّ لِلْحَافِظِ جَلَالِ الْدِّيْنِ الْسّيُوْطِيِّ،
وَ الْبُرْهَانُ فِيْ عَلَامَاتِ مَهْدِيّ آخِرِ الْزَّمَانِ، وَ الْبَيَانُ فِيْ أَخْبَارِ صَاحِبِ الْزَّمَانِ.
وَأَمَّا الْشِّيْعَةُ فَكُتُبُهُمْ الَّتِيْ تَتَحَدَّثُ عَنِ الْمَهْدِيِّ(عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ فَرَجَهُ) أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِ الْسُّنَّةِ ،
وَهُمْ يَعْتَقِدُوْنَ بِأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ وَ هُوَ لَازَالَ حَيًّا يَعِيْشُ بَيْنَ الْنَّاسِ، مُتَخَفِّيًا غَيْرَ مُعْلِنًا عَنْ شَخْصِيَّتِهِ وَأَنَّ الْنَّاسَ لَا يَدْرُوْنَ أَنَّهُ هُوَ الْإِمَامُ الْمَوْعُوْدُ ،
فَإِذَا جَاءَ زَمَنُ ظُهُوْرِهِ سَيُعْلِنُ عَنْ نَّفْسِهِ وَيُعَرِّفُ الْنَّاسَ بِشَخْصِهِ.
وَ الْسُنَّةُ يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّ الْمَهْدِيَّ (عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ فَرَجَهُ) اسْمُ أَبِيْهِ (عَبْد الله)،
وَ هُوَ عِنْدَ الْشِّيْعَةِ ابْنُ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ