السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن لتلاوة القرآن الكريم فوائد وآثار مروية عنهم (عليهم السلام)
قال الصادق ( عليه السلام ): ثلاثة يذهبن النسيان ويحددن الفكر قراءة القرآن والسواك والصيام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يؤمر برجال إلى النار ، فيقول الله عز وجل لمالك : قل للنار لا تحرق لهم أقداما ، فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد ، ولا تحرق لهم وجوها ، فقد كانوا يرفعونها بالدعاء ، ولا تحرق لهم ألسنة ، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن . قال : فيقول لهم خازن النار : يا أشقياء ما حالكم ؟ ! قالوا : كنا نعمل لغير الله عز وجل ، فقيل : لتأخذوا ثوابكم ممن عملتم له )
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى ، صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله و أضاء لأهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لأهل الدنيا .
ويستحب تلاوة القرآن في المساجد ، والمداومة عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بنى الله له بيتا في الجنة ).
وقال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر/29، 30]
وقال الله تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( [المزمل/20]
فتلاوة القرآن العظيم من أفضل الطاعات ، وأعظم القربات ، وأجل الطاعات ، وفيها أجر عظيم ، وثواب كريم ، يتقرب فيها العبد من ربه، وينبغي التجويد عند تلاوة القرآن، وذلك باعطاء كل حرف من حروفه حقه في مخرجه وطبقته اللازمة له من همس ، وجهر ، وشدة ، ورخاوة ، ونحوها ، وإعطاء كل حرف مستحقه من الصفات المذكورة كترقيق المستفل ، وتفخيم المستعلى ، ونحوهما ، ومراعاة أحكام التجويد من الإظهار والإقلاب والإخفاء والإدغام وأحكام المد وغيرها من أحكام التلاوة.
والتجويد يعلم بالتلقين من أفواه المشايخ العارفين بطرق أداء القرآن ، وتسبق هذه المادة معرفة مخارج الحروف وصفاتها ، والوقف والابتداء والرسم .
ومراتب التجويد أربعة : التحقيق ، والترتيل ، والتدوير ، والحدر .
والترتيل مأخوذ من ( رتل ) الثغر ، فهو ( رتيل ) ، من باب تعب ، إذا استوى بنانه ، وحسن تنضيده ، وكان مفلجا لا يركب بعضه على بعض ، ومن المجاز : ( رتل القرآن ترتيلا ) إذا ترسل في تلاوته ، وأحسن تأليف حروفه وهو يترسل في كلامه ، ويترتل .
ومن تعاريف الترتيل : القراءة بتؤدة واطمئنان ، وإخراج كل حرف من مخرجه ، مع إعطائه حقه ومستحقه ، ومع تدبر المعاني ورعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف و خفض الصوت والتحزين بالقراءة والتحقيق ، وهو أكثر المراتب اطمئنانا ، ويؤخذ به في مقام التعليم ، يعطى كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق ، الهمزة وإتمام الحركات ، واعتماد الإظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها ، وإخراج بعضها من بعض ، بالسكت ، والترتيل ، والتؤدة ، وملاحظة الحائز من الوقوف بلا قصر ، ولا اختلاس ، ولا إسكان محرك ولا إدغام .
وهنا اعتبار لابد من مراعاته ، وهو أن لا يمتد التحقيق إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات ، وتكرير الراءات ، وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات .
والتحقيق هو مذهب حمزة وورش .
أما الحدر ، فهو سرعة القراءة وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة ونحو ذلك . . . غير أنه لا يجوز مد حروف المد ، واختلاس أكثر الحركات ، وذهاب صوت الغنة ، والتفريط إلى ، غاية لا تصح بها القراءة .
وأما التدوير ، فهو وسط بين الترتيل والحدر ، وهو مذهب أغلب القراء وبخاصة ابن عامر والكسائي .
وكل قراءة قرآنية ولو كانت مرسلة ، لابد أن تكون مجودة.
وأما علاقة قراءة القرآن بالإمام المهدي، فالإمام(عجل الله تعالى فرجه) إذا عرف التزامنا بأحكام القرآن والإهتمام بتلاوته وتعلم أحكامه فسوف يُسَرُّ لذلك لأننا سندخل السرور والبهجة إلى قلبه ونكون من المقربين إليه
الرئيسية 
أحدث الصور 
2011-06-17, 2:36 am