.. تبقى البحرين في دائرة الضوء رغم محاولات التعمية لما يحدث فيها من تجاوزات واضحة لحقوق الإنسان من قبل الطغمة الحاكمة ومن ورائها من أعراب بني سعود وجيرانهم, فبعد أن تخطّت زبانية السلطة كلَّ الخطوط الحمر في التعامل مع ثورة شعبية كانت ولا تزال سلمية, ووطنية ليست طائفية ولا مذهبية, فأمعنت قتلاً وتعذيبا, واعتقالاً وترويعا, وهمجيةً وتضييقا, إلى أن بلغ بها العتوّ إلى هدم المساجد ودور العبادة, كلّ هذا على مرأى ومسمع العالم وجمعيات حقوق الانسان, دون أن يحرك أحد ساكنا, ما يوضح حجم المؤامرة على هذا الشعب المسالم الأعزل, وبقوة الحديد والنار واقتحام البيوت وهتك الحرمات واعتقال النساء تمّ لسلطة القمع ما أرادته من تفريق الاحتجاجات السلمية والاعتصامات المطلبية المحقة, ولفرط غباوتها فقد أقدمت أجهزة حكم بني خليفة ألى هدم نصب اللؤلؤة ظنّاً منها أنها تستطيع إخفاء معالم الثورة أو إخماد جذوة العصيان والتمرّد الشعبي العارم من النفوس الغاضبة, ولم يعد مقبولاً لدى الجماهير الجريحة والمطعونة في هويتها ووطنيتها التعايش مع نظام استبداديّ دمويّ لا يتوانى عن قتل شعبه إرضاء لشهوة السلطة وغريزة الملك العقيم.
وتمادياً في الظلم واستخفافاً بكلّ الأعراف الأخلاقية والإنسانية والقانونية فإنّ العصابة الحاكمة تتعامل بمنطق الحقد والتشفيّ مع كلّ من يرفع صوته معترضاً او مطالباً بحقوقه المشروعة وهي عمدت في الفترة الأخيرة إلى إنشاء محاكم عرفية تصدر الأحكام التعسّفية بحقّ النخب العلمية والطبية والحقوقية والثقاقية والتربوية في المجتمع البحريني, وهي وإن ألغت ظاهراً وحيلةً قانون الطوارئ إلّا أنّ واقع الحال في البحرين يؤكد أن منطق الاستبداد وسياسة كمّ الأفواه ما زالت قائمة بوجوه وأشكال متعددة ..
إنّ ما يحدث في البحرين يستدعي وقفةً شريفةً وموقفاً مديناً من قبل الدول والمنظمات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان واحترام إرادته, ومن كلّ النشطاء الحقوقيين ورجال القانون لإدانة الظلم الواقع على الشعب المظلوم في البحرين وتضامناً مع المعتقلين السياسيين والمعتقلات, ولا بدّ من التحرّك على كافة الصعد والمستويات ورفع الصوت عالياً, ليعلو صوت الحق والعدالة على سياط الجلادين في غياهب السجون والمعتقلات ..
تحيةً لكلّ معتقلي الرأي في البحرين, أحرار الفكر والضمير, وما القيود التي في أيديكم أيها الأبطال إلّا شاهد إدانة لظلّامكم وصكّ اعتراف بعدالة قضيتكم وأحقّية ثورتكم ..
بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
كاتب وناشط حقوقي