يقول الله تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (42) سورة الزمر.
يتبين من الآية الكريمة أن الله تعالى يتوفى الأنفس كلها .و بينت أن هذه الأنفس التي يتوفاها الله صنفان :
- الأنفس التي قضى الله تعالى عليها الموت .( الله يتوفى الأنفس حيت موتها).
-الأنفس التي لم تمت بعد لكنها في حالة نوم ( و التي لم تمت في منامها).
كل هذه الأنفس يتوفاها الله تعالى أن ترجع إليه .
أما النفس التي قضى الله عليها بالموت , فهذه يمسكها إلى يوم البعث .{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (16) سورة المؤمنون.
و أما التي توفاها و هي في حالة النوم , فيرسلها إلى أجل مسمى .
و عليه فلا بد من ورود قرينة مع التوفي تشير إلى حالة النوم .كي نعلم أن تلك النفس لم تمت .و إنما توفاها الله في منامها .
و عليه فإن عيسى بن مريم عليه السلام مات .لأن الحديث عن وفاته في القرآن لم تصاحبه قرينة تشير إلى نومه .
بل جاء الحديث عن توفي الله عيسى مطلقا من غير إشارة إلى النوم .
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران.
{مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (117) سورة المائدة
فلا مجال للزعم أن عيسى لم يمت .بل نفسه من الأنفس التي قضى الله تعالى عليها الموت .
أيها المسلمون , ابحثوا عن مسيح أمة محمد -ص- لأن مسيح بني إسرائيل مات و لن يرجع .